logo.png
المرأة المسلمة والعلم
طباعة



 

د. ريم بنت محمد أبوراس الطويرقي

 

قسم الفيزياء / جامعة الملك عبد العزيز

 

عندما نزل القرآن بأول أمر «إقرأ» لم يكن هذا الأمر خاصاً بجنس دون الآخر. وكذلك أوامر التدبر والتفكر في القرآن الكريم كان الخطاب فيها للجنسين. ومن هنا سعى المسلمون والمسلمات على مر العصور لاستخدام ما أنعم الله به عليهم من العقل والجوارح لعبادة الله أولا ثم لعمارة الأرض وإقامة شرع الله عليها ولكن وضع الله سبحانه وتعالى ضوابط تحكم سعي المرأة والرجل وفقا لتكوينهما وأدوارهما في الحياة.

 

إن وجود أدوار تعتبر أساسية لكل من الرجل والمرأة في الحياة لا يعني أن الإسلام لم يوجد لهما مساحة لأدوار أخرى. فالأدوار التي تقوم بها المرأة والرجل في الإسلام ليست ذات حدود ضيقة، ولكنها تتسع لتواكب الظروف التي قد تمليها الحياة. ولكن تظل المحافظة على تلك الأدوار الأساسية ضرورة غير قابلة للتفاوض، والقيام بالأدوار الأخرى يكون منضبطاً وفق تعاليم ديننا الحنيف التي تضمن استقرار المجتمع وطهارته.

 

 فقدوتنا رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلى الله، وجاهد في سبيله، وخاط ثوبه، وكنس داره. وعمر بن الخطاب رضي الله عنه قضى بين الناس وطها الطعام. وأم عمارة رضي الله عنها أنجبت الأبناء، وخرجت للجهاد في سبيل الله وحماية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد حتى قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما التفت يوم أحد يمينا ولا شمالا إلا وأراها تقاتل دوني».

 

من هذه المفاهيم انطلقت المرأة المسلمة للقيام بأدوارها التي شرعها لها دينها والتي منها تلقي العلم ونقله والمساهمة في تطوير أُمَّتها. فالمرأة المسلمة، بطاعتها لأوامر خالقها وبارئها وبتوفيق منه، استطاعت أن توجد توازنا بين أدوارها يحقق لها سعادتها وأن يكون لها ليس فقط «ظهورا» على مستوى الأمم ولكن «حضورا» بدينها وأخلاقها وعلمها والذي بدوره صحح النظرة التي يسعى البعض لوصمها بها من التخلف والرجعية وضعف الشخصية وربط ذلك بدينها الإسلامي.

 

 
https://www.eajaz.org//index.php/component/content/article/81-Number-XXIII/738-Muslim-Women-and-science