logo.png
الإشارات العلمية في القرآن الكريم بين الدراسة والتطبيق
طباعة



تأليف: د. كارم السيد غنيم عرض: محمود الصاوي

لا يزال حقل الإعجاز العلمي في القرآن الكريم من حقول الدراسات القرآنية البكر التي لم تحظ من العلماء والباحثين بمثل ما حظيت به حقول الإعجاز القرآني الأخرى "بلاغية - تشريعية - نفسية..الخ". ولعل الاهتمام المكثف به لم يبدأ إلا في الربع الأخير من هذا القرن (التاسع عشر الميلادي). فقامت على خدمته مؤسسات وعقدت له مؤتمرات ونهض به باحثون وسطرت فيه مؤلفات، منه كتاب د. كارم السيد غنيم والذي صدر عن درا الفكر العربي بالقاهرة عام 1955م. وقد قسم المؤلف كتابه إلى مقدمه وخمسة أبواب ضمت تسعة عشر فصلاَ.

تحدث في المقدمة عن اختلاف معجزة الإسلام الكبرى- القرآن الكريم- عن معجزات الرسالات السابقة في كونها معجزة علمية متجددة متجاوزة دائرة الزمان والمكان، ونحى باللائمة على الباحثين والعلماء لتقاعسهم عن إبراز إعجازات القرآن الكريم العلمية، التي وردت بالمئات في آيات الكتاب العزيز.

أما الباب الأول: وعنوانه"مجالات بحث الآيات القرآنية":
في الفصل الأول :

فتحدث المؤلفعن القرآن المعجزة والإعجاز مبيناً تأخر ظهور مصطلح الإعجاز حتى أواخر القرن الثاني الهجري، وأنه لم يرد في آيات القرآن الكريم، كما تحدث المؤلف عن "الإعجاز وآراء العلماء فيه" بداءً بأقوال الرماني 296هـ. وانتهاءً بالشيخ الشعراوي، وقدم ببلوجرافيا إعجازية ضمت سبعين عنوناً لمؤلفات في مختلف أوجه الإعجاز، ثم تعرض لنشأة الإعجاز وتطوره وأنه بدأ منذ القرن الثاني الهجري وكانت تتم تغذيته في كل قرن عن طريق العلماء والمفسرين حتى قويت النـزعة العلمية بحلول القرن الرابع عشر الهجري على يد محمد رشيد رضا في المنار ن وسيد قطب في الظلال، ومحمود محمد حجازي في " التفسير الواضح ".

ثم تحدث المؤلف عن أوجه الإعجاز القرآني ( اللغوي – البلاغي – البياني – النفي – التاريخي – التشريعي – الغيبي – الموسيقي ) مع التحفظ على هذا المصطلح الأخير فليس في القرآن أصول الموسيقي وقواعد أحكامها كما نقل المؤلف عن بعض الكتاب، وتحدث عن الإعجاز العلمي مستشهداً بكلام الزنداني أمين هيئة الإعجاز العلمي السابق.

وفي الفصل الثاني:

تحدث عن الآيات القرآنية فبدأ بالمعاني التي وردت في كلمة آية وبين الحكمة من ذكر الآيات الكونية في القرآن وأنـها تحوى أصول وجوامع العلم الواسع الدقيق عن الكائنات.

لماذا لم تجمع الآيات الكونية في موضع واحد ؟:

وعن حكمة عدم جمع الآيات الكونية كلها في موضع واحد بالقرآن الكريم يقول:

1- لاقتران هذه الآيات بعقيدة البعث والتوحيد فناسب أن تذكر معها في مواضعها.

2- إن العلم التفصيلي بـها ليس من مقاصد الوحي الذاتية بل هو من كسب البشر.

3- إنـها لو جمعت في موضع واحد – كبيان جميع أطوار التكوين – لتعذر فهمها قبل تحصيل مقدماته بالبحث العلمي.

ثم ذكر سبباً لا علاقة له بالحكمة من عدم جمع الآيات الكونية في موضع واحد بالقرآن وهو الشقاق الديني والسياسي الذي تعرضت له الحضارة الإسلامية ‍‍.

وتحدث في الفصل الثالث:

تحت عنوان " القرآن كلمات الله " بكلام سبق ذكره في الفصول الأخرى. عن حكمة النـزول القرآني منجما وافتراق المعجزة الإسلامية عن غيرها. الخ.

(ومما يبعث على التساؤل في هذا الفصل الذي لم يتجاوز خمس صفات أنه أشار في مقدمته إلى أن جل مادته مأخوذة من كتابين هما" توحيد الخالق " للشيخ الزنداني، والإسلام يتحدي " لوحيد الدين خان.

فإذا كانت مادة هذا الفصل متضمنة في فصول أخرى وما بقي منها مأخوذ من هذين الكتابين فما الداعي لمعالجته كفصل مستقل ؟

أما الفصل الرابع:

وعنوانه " تفسير القرآن الكريم – التطور الزمني والمذاهب المتنوعة " فقد عرف فيه المؤلف علم التفسير وبين أهميته ومراحله التي بدأت بالتفسير بالمأثور عن الصحابة والتابعين، ثم المرحلة الثالثة. التفسير المعني باللغويات فالرابعة التفسير بالرأي ثم المرحلة الخامسة وهي مرحلة إبراز وجه الإعجاز العلمي للآيات الكونية في القرآن. ثم عـاد بعـد ذلك للحديث عن مذاهب واتجاهات التفسير قديماً وحديثاً.

أما الفصل الخامس:

فقد تحدث فيه المؤلف عن شروط التفسير كما ذكرها الغزالي في إحياء علوم الدين والسيوطي في الإتقان، وديركودندروز ألب ( أحد تلاميذ النورسي ) ورشيد رضا، والبوطي.

وفي الفصل السادس :

"وتحت عنوان" تأويل أي القرآن الكريم" أورد كلام بعض العلماء كالأصفهاني والثعلبي والسيوطي والماتريدي وغيرهم للتفريق بين التفسير والتأويل خلاصته: أن التفسير أعم من التأويل لأن الثاني إخبار عن حقيقة المراد بينما الأول إخبار عن دليل المراد وكشف لظاهر المعاني وأنه من باب الرواية مبيناً أن الأصل في تفسير القرآن قيامه على ظاهر معني ألفاظه ما لم يمنع مانع عقلاً أو شرعاً فإذا وجد مانع فللعلماء مذهبان:

1-مذهب السلف: الأخذ بظاهر المعني والتصديق به مع تفويض معرفة حقيقته إلى الله تعالى عملاً بقوله سبحانه:

{ اللّهُ وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنّا بِهِ كُلّ مّنْ عِندِ رَبّنَا}[ آل عمران: 7 ].

2-مذهب الخلف: التأويل للضرورة منعا من الوقوع في التشبيه وقطعاً لدابر كل شبهة قد تعلق بالقلب بشأن صفات الله جل وعلا ثم أنـهي المؤلف حديثه: بالتأويل: عند فضيلة الشيخ عبد المجيد الزنداني ( فأورد قوله: إن التأويل نوعان:

أ‌- نوع يعتمد على السماع ويفهم طبقاً لقواعد اللغة العربية.

ب‌- ونوع يعتمد على المشاهدة وبه تتجلي التفاصيل والكيفيات من خلال استقراء الواقع في الآفاق وما تحمله مسيرة الزمن من وقائع وأحداث من خلال ما يفتح الله به على أهل كل عصر من الكشوف والمنجزات العلمية فإذا استقر النبأ أرى الله عباده تفاصيل ودقائق ما حمله النص من دلالات فتكتمل الحقيقة ويتجلي الإعجاز

 " لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون " [ الأنعام: 67 ].
أما الباب الثاني: وعنوانه " شرح الآيات الكونية وفهم الإشارات العلمية قديماً وحديثاً على مر الزمان "

فاستعرض فيه آراء المنكرين والمؤيدين لنـزعة التفسير العلمي للآيات الكونية في القرآن – فذكر من المنكرين: الشاطبي، والذهبي، ورشيد رضا، والمراغي، وأمين الخولي – ومن المؤيدين ك أبو حامد الغزالي، والرازي، والسيوطي، ومحمد فريد وجدي، ومصطفي محمود، والزنداني، وغيرهم ثم ناقش حجج المعارضين وفند أدلتهم مبيناً ما يلي:

1- أن القـرآن نـزل على البشرية على اختلاف ثقافـات عصورها وتنوع علوم أهلها.

2- أن استخدام علوم العربية في بيان أوجه الإعجاز القرآني لم يكن موجوداً في عصر النبوة وإنما في عصور متأخرة فلماذا نجيز لهؤلاء استخدام علومهم لتجلية جوانب الإعجاز العلمي لآيات القرآن.

3- كون القرآن كتاب هداية للبشر وليس كتاب فلك أو أرصاد لا يتعارض مع كونه متضمناً لأدوات ووسائل الهداية التي قد تكون بالأحكام الشرعية كما تكون بالدعوة للنظر والتأمل في بديع صنع الله.

4- رد على القائلين، بأن ما يسمي حقائق علمية ليست سوى فروض ونظريات متغيرة لا يجوز ربطها بالنصوص المقدسة ) إلا أن رده كان متسماً بالعمومية (وكان الأولى به القول بأن الإعجاز يتعامل مع الحقائق العلمية المستقرة ولا يتعامل مع النظريات المتغيرة ويربطها بالنصوص، فحقيقة أطوار الجنين مثلاً عندما تعامل معها الإعجاز فباعتبارها حقيقة علمية لن يأتي العلم يوماً لينفي وجود هذه الأطوار أو يرتبها بعكس ما يصورها القرآن ( نطفة - علقة – مضغة " الخ.

الفصل الثاني:

خرافات وأباطيل يجب إزالتها وتحدث فيه المؤلف عن بعض الإسرائيليات التي تسربت إلى كتب التفسير مبيناً أسبابـها مشيراً إلى ضرورة تنقية التفاسير من هذه الخرافات والاستفادة بعلماء التخصصات الكونية من المسلمين وغيرهم بعد أن توزن أقوالهم بميزان الشرع الحكيم.

الفصل الثالث:

إسراف وتمحل يجب استبعاده وساق فيه المؤلف عدداً من النماذج التي أدلت بدلوها في ميدان الإعجاز العلمي بغير منهجية دقيقة محاولة التأكيد على سبق القرآن للعلوم الحديثة مما أضر بالفكرة وطرحها.

ومما يؤخذ على هذا الفصل أنه لم يورد مرجعاً للنموذج التاسع الذي نقل فيه عن بعض الكتاب تفسيره لقول الحق سبحانه " والتين والزيتون " أنه " التين " هو بوذا حيث بات ليلة تحت شجرة التين " والزيتون " إشارة لعيسي، " وطور سنين " إشارة لرسالة موسى " والبلد الأمين " رمز للنوبة المحمدية.
الباب الثالث:
"التأصيل الإسلامي لدراسة الآيات الكونية في القرآن":
وتحدث في الفصل الأول منه :

عن " دعائم العلوم من منظور إسلامي " فذكر: الإثراء الإيماني خطر الولوج لعالم الغيب، الأمانة العلمية – التميز بالشخصية الإسلامية – الانفتاح على كافة العلوم والمعارف، الإخلاص لله سبحانه.

وفي الفصل الثاني:

تحدث عن معني الكون والآفاق الكونية وخصائص العرض القرآني للكون كالشمول والإحاطة والديناميكية الدائبة وترشيد علاقة الإنسان بالكون وتحدث عن منهج القرآن في عرض آيات الكون وأنه بالقدر الذي يعين الإنسان على أداء رسالته في الحياة ويهديه إلى طريق الله عبر صياغة تتواءم مع الأزمنة والبيئات والثقافات المختلفة.

الفصل الثالث:

سبل الدعوة الإسلامية في العصر الحديث: وتحدث فيه عن حكم الدعوة الإسلامية واختلاف وسائلها باختلاف المخاطبين وأن بحث الآيات الكونية يعد فتحاً تعاظم دور العلم في هذا العصر.

الفصل الرابع:

" المنهجيات المتفرقة وأصول المنهج الصحيح لدراسة الآيات الكونية". وقد عرض فيه المؤلف لأبرز المنهجيات الموجودة في مجالات التفسير والإعجاز العلمي ومن بينها منهجية د/ عبد الحافظ حلمي: والذي ركز في منهجيته على ضرورة توافر عدة أمور لمن يتصدي للبحث في مجال الإعجاز العلمي منها:

1- التخصص.

2- الإلمام بقواعد اللغة العربية.

3- إجادة فهم الألفاظ القرآنية.

4- الإلمام بعلوم القرآن.

5- الاستعداد الشخصي.

وإذا لم تتوافر هذه الشروط في شخص واحد ينصح بتشكيل فريق عمل يكون بينه تنسيق واضح، وخطة سليمة حتى يمكن أن ينتجوا للناس عملاً مرموقاً ".

كما تعرض لمنهجيات عدد من العلماء أمثال: الشيخ محمد أبو زهرة، الشيخ الزنداني / د/ محمد الغمراوي، د/ الفندي د/ محمد على البار، د/ منصور حسب النبي. وبعد أن عرض لآرائهم ومنهجياتـهم وناقش بعضها أنتقل إلى الحديث عن أصول المنهج الصحيح لدراسة الآيات الكونية واضعاً عدداً من الضوابط منها:

1- الرجوع للمأثور عن النبي صلى الله عليه و سلم.

2- الاستئناس بالتفاسير المختلفة.

3- التضلع بعلوم مساعدة لعلوم العربية وعلوم القرآن.

4- التثبيت من الحقائق العلمية.

5- مراعاة تعدد المعاني للفظ الواحد.

6- الوحدة الموضوعية.

7- عدم سلخ الآيات عن سياقها الكلي.

8- التزام شروط التأويل.

الفصل الخامس:

"موسوعة التفسير المنشودة": وقد نادي المؤلف في هذا الفصل بضرورة إنشاء موسوعة تفسيرية للعلوم الكونية في القرآن تبرز الانسجام والتوافق بين الآيات القرآنية وحقائق العلوم الحديثة وبيان أوجه الإعجاز العلمي فيها، ويتمني أن تقوم هيئة الإعجاز العلمي بمكة المكرمة مع مجمع البحوث الإسلامية والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر للعمل على إنفاذ هذه المهمة.

الباب الرابع "نماذج تطبيقية"

ويمثل هذا الباب في حقيقته نصف عنوان الكتاب، وقد عالجه المؤلف في فصلين: قدم في الفصل الأول نماذج لغير المسلمين وتناول فيه موضوعاً واحداً في كل مجال من المجالات الكونية.

1- توسع الكون: وبين فيه أن ذلك ما أشارت إليه الآية الكريمة

{ وَالسّمَآءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنّا لَمُوسِعُونَ} [ الذاريات: 47 ]

ويؤخذ عليه أنه لم يشر إلى المفسرين الذين ذهبوا إلى هذا المعني فضلاً عن إغفاله الحديث عن أي ناحية شرعية أو لغوية للآية. كما لم يضمن حديثه أي مراجع علمية استقي منها معلوماته.

2- ثم تحدث في علم الأرصاد الجوية عن السحب والأمطار ولم يذكر أية مراجع علمية كما جاء ربطه الشرعي محدوداً خالياً من المراجع التفسيرية أو اللغوية الضرورية جداً في بحث مثل هذا الموضوع ولم يبين أوجه الإعجاز، مما يقلل من صلاحية هذه النماذج بـهذا الشكل لتقديمها لغير المسلمين.

3- ثم تحدث في علم البحار والمحيطات عن الحواجز البحرية ولم تختلف طريقة عرضه عما سبق.

وفي الفصل الثاني " نماذج للمسلمين " قدم المؤلف بعض الأمثلة نذكر منها:

- الجراد: وعرفه لغوياً – رغم عالميته – في حين أغفل الألفاظ التي كانت بحاجة إلى التعريف في النماذج السابقة لغير المسلمين، ومع إطالته وإسهابه في هذا النموذج إلا أنه لم يبرز وجه الإعجاز فيه بل أكتفي بقوله ( وهذه محاولة متواضعة لإجلاء وجه الإعجاز لآية قرآنية شبه الله فيها انتشار الناس يوم البعث وتحولهم للعرض على ربـهم بالجراد في انتشاره في أجواء الفضاء أو هي صورة تشبيهية لتقريب الموقف " ص386. وهو نفس ما صنعه المؤلف في بعض الأمثلة التي ساقها في هذا الفصل عند حديثه عن:

- المن والسلوى، فأسهب في فضيلة المن ونعم الله على بن إسرائيل ولم يذكر إعجازاً واضحا.

- أما نموذج النحل فقد عرضه بشكل ممتاز واضعاً له مقدمة وتمهيداً.. وتحدث عن أقوال المفسرين بشيء من التفصيل حول الآيتين، مبيناً أن كلمة " اتخذي "

الواردة في الآية الكريمة " وأوحى ربك إلى النحل … "

جاءت بصيغة المؤنث لتقدم لفتة علمية وهي: أن أغلب أعمال الحياة في الخلية تقوم بـها الشغالات وهن إناث عقم وإضافة لهذا فإن الملكة يعتبر وجودها هو الأساس لحياة مجتمع النحل في الخلية، وأن هذا يمثل وجهاً جديداً للإعجاز في فهم هذه الكلمة القرآنية الكريمة

ثم تحدث عن الآية الثانية " ثم كلي من كل الثمرات "

فأورد مقولات المفسرين وأتبعها بالمعالجة العلمية ثم أنتهي المقصود بالثمرات هنا " حبوب اللقاح " لعدم مقدرة النحل على قطع أو خدش جلد الثمار بل تأكل – فقط – ما تجده من عصير ظاهر نتيجة النضج المفرط لبعض الثمار أو قطع جلد بعض الثمار بواسطة بعض الطيور والحشرات، وعن المقصود بالسبل: بين أنـها المسارات والمسالك الموجودة في الجو والتي يسلكها النحل في رحلاته للحصول على الطعام والغذاء عن طريق ما أودعه الله في دماغها من الخرائط والبوصلة وأجهزة قياس الارتفاع وسرعة الهواء التي تمكنها من التغلب على الصعاب ثم أنتقل إلى العسل " يخرج من بطونـها شراب " فأورد مقولات المفسرين في مكان خروج من أفواهها وأن كلمة بطون مجازية، أي بواطنها وأن اختلاف ألوانه مرجعه لاختلاف المراعي ثم أتبعه بالمعالجة العلمية وأنتهي إلى أن الشراب يخرج من منطقة البطن التي توجد بِـها حوصلة العسل وغدد إنتاج مواد أخري وأن الشراب ليس المقصود به العسل فقط بل إلى جانب ذلك هناك سم النحـل وغـذاء الملكـات والشمع إذ هـو سائل قبل تعرضه للهواء.

وعن الشفاء: " فيه شفاء للناس "

أورد مقولات المفسرين ثم أتبعها بالمعالجة العلمية وبين أن الضمير عائد على الشراب وغن ركزت أغلب الدراسات على العسل وذكر من فوائده العلاجية: الشفاء من الأمراض الجلدية والجهاز الهضمي ن والأمراض العصبية.

وينتهي هذا الباب: لننتقل إلى الباب الخامس والأخير، وقد خصصه المؤلف للحديث عن الندوات والمؤتمرات التي عقدت في السنوات الماضية لدراسة مجالات الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

ثم خصص الفصل الثاني لحديث عن الهيئات والجمعيات فذكر هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بمكة المكرمة نشأتـها وأهدافها ووسائلها ومنجزاتـها ثم جمعية الإعجاز العلمي للقرآن والسنة بمصر.

وخصص الفصل الثالث لاستعراض بعض المشروعات الخاصة فبدأ بالحديث عن مشروع الإعجاز الهندسي في القرآن الكريم بالقاهرة الذي تتبناه دار المجد للدراسات والبحوث الهندسية، مبيناً أهدافه ووسائله.

ثم تحدث عن مشروع " آيات الإلهية " العالمي وهو موجه بالدرجة الأولى لغير المسلمين يعرض لهم سنن القرآن لكل اكتشاف ويعرض عليهم أصول المنهج العلمي من خلال آيات القرآن مبيناً أن المشروع يضم أكثر من مائة وعشرين موضوعاً في شتى العلوم الكونية والتجريبية، وأنه يعد نواة لمشروع أكبر وأضخم، هو مشروع " الموسوعة الكبرى لتفسير القرآن الكريم ".

وأنـهى المؤلف كتابه بإيراد الكلمة التي ألقاها بمناسبة حفل تسلمه جائزة خدمة الدعوة والفقه الإسلامي – من وقف المستشار محمد شوقي الفنجري في 1992/6/20 م.

وهكذا وصلنا بك عزيزي القارئ إلى نـهاية هذا الكتاب الذي سبح بنا في آفاق الإعجاز القرآني والدراسات التي كتبت حوله والمنهجيات التي أتبعت في كتابتها والهيئات والمشروعات القائمة على خدمته.

ولا نملك في نـهاية المطاف إلا أن نشكر الله عز وجل أن وفق الدكتور كارم غنيم إلى هذا الجهد العلمي المشكور الذي يعد إضافة طيبة إلى المكتبة الإسلامية في حقل الإعجاز العلمي.

نسأل الله عز وجل أن يجزل له العطاء وأن يجري قلمه دائماً في خدمة بيان دلائل إعجاز القرآن الكريم والسنة. وعلى الله قصد السبيل.

 
https://www.eajaz.org//index.php/component/content/article/59-The-first-issue/228-Scientific-references-in-the-Koran-study-and-application