أنفلونزا الطيور | العدد الثالث والعشرون
أنفلونزا الطيور
صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك



د. عبد الرحمن محمد القرشي

 

أستاذ مشارك في الأحياء الدقيقة الطبية/ تخصص (جراثيم طبية)

كلية الطب ـ جامعة الملك فيصل

 

تعريف:

هو مرض فيروسي يصيب الطيور (أغلب أنواع الطيور) الداجنة منها والبرية، كما يمكن أن يصيب أنواعاً أخرى من الحيوانات كالخنزير، وينتقل إلى الإنسان عن طريق الطيور المصابة.

 

الفيروس المسبب: هو فيروس من نوع الأنفلونزا فيروس A الذي ينتمي إلى عائلة orthomyxo virus مشابه لفيروس الأنفلونزا البشرية، وهو فيروس متحول يغير تركيبته بين فترة وأخرى مما يجعل عملية التطعيم ضده في أغلب الأحيان غير مجدية.

 

نبذه تاريخية

تم تعريف هذا المرض عند الطيور منذ بدايات القرن الماضي في مناطق جنوب شرق آسيا، ولكن لم يقع التأكد من إمكانية وخطورة انتقاله للإنسان إلا في سنة 1997 عندما أصيب 18 شخصاً بفيروس انفلونزا الطيور من نوع H5 N1 A في هونج كونج (18 حالة توفى منهم 6) في سنة1999تم اكتشاف حالتين بشريتين في هونج كونج وكذلك حالتين في سنة 2003.

كما انه في نفس السنة 2003 في هولندا وقع اكتشاف 83 حالة إصابة بشرية بفيروس من نوع H7N7 مع وفاة حالة واحدة.

 

- (بين يناير وفبراير 2004) ينتشر الفيروس H5N1 بين الدجاج في البلدان الآسيوية التالية: كمبوديا، تايلندا، فيتنام، كوريا الجنوبية، اليابان والصين كما تم في هذه البلدان الإعلان على بعض الإصابات البشرية بهذا الفيروس.

 

علاج أنفلونزا الطيور:

لا يوجد علاج مباشر للإصابة بالفيروس، ولكن العلاج يكون بعلاج الأعراض Symptomatic ومنع حدوث مضاعفات، والحفاظ على الوظائف الحياتية للجسم وتوازنه.

 

الوقاية من المرض:

إجراءات عامة: التقيد بقواعد حفظ الصحة من حيث الحرص على نظافة اليدين والجسد والمحيط والحرص على نظافة الخضار والفواكه إضافة إلى عدم أكل لحوم الدواجن والبيض غير المطهوة جيداً (غير مستوية).

- عند الانتقال إلى البلدان التي يوجد فيها المرض: ينصح بعدم ارتياد مزارع وأسواق الدواجن والأماكن التي تتواجد فيها الطيور بكثرة.

- عدم استيراد دواجن أو طيور من البلدان التي ظهر فيها المرض.

- بالنسبة للمسعفين والعاملين بالميدان الطبي وميدان الإسعاف: استعمال الكمامات الواقية عند التعامل مع حالات الأمراض التنفسية، وحالات أعراض الأنفلونزا.

 

انتقال الفيروس بين الطيور:

1- تنتقل أنفلونزا الطيور من الطيور البرية والمهاجرة، وأيضاً الطيور المائية إلى الطيور المستأنسة كالدجاج والرومي من خلال الاحتكاك المباشر بالإفرازات الخارجة منها، وكذلك البراز أو الاحتكاك غير المباشر مثل المياه المحيطة بهذه الطيور أو وجود هذه الطيور في حظائر الدجاج.

2- ينتقل فيروس الأنفلونزا من الطيور المصابة إلى الطيور السليمة من خلال (التنفس) استنشاق الرذاذ الخارج كإفرازات الأنف والجهاز التنفسي.

3- تنتقل الإصابة أيضاً في أسواق الدواجن الحية، إما بالاحتكاك المباشر أو غير المباشر عن طريق أقفاص الطيور الملوثة بالفيروس، وكذلك الأدوات المستخدمة في هذه الأسواق.

4- تنتقل العدوى عن طريق الحشرات والعمال الذين يتعاملون مع الطيور المصابة حيث إن الفيروس يكون عالقاً بملابسهم وأحذيتهم.

5- يمكن للخنازير أن تنقل الفيروس إلى الرومي حيث وجد أن الفيروس الخاص بالخنازير يمكن أن يتواجد في الرومي، كما أن الخنازير تكون أكثر قابلية للعدوى بفيروس الطيور وفيروس الإنسان معاً فيكون بذلك الخنزير عائلاً اختلطت به الصفات الوراثية لفيروس الإنسان وفيروس الطيور، وينتج عنه عترة شديدة الضراوة.

 

طرق انتقال الفيروس إلى الإنسان

1- الاحتكاك المباشر بالطيور البرية وخصوصاً طيور الماء (كالبط والأوز) التي تنقل المرض دون ظهور أى أعراض عليها.

2- الرذاذ المتطاير من أنوف الدجاج وإفرازات الجهاز التنفسي.

3- الملابس والأحذية الملوثة في المزارع والأسواق.

4- الأدوات المستخدمة والملوثة مثل أقفاص الدجاج وأدوات الأكل والشرب وفرشة الطيور.

5- التركيز العالي للفيروس في فضلات الطيور وفرشتها نظراً لاستخدام براز الطيور في تسميد الأراضي الزراعية.

6- الحشرات كالناموس وغيره كنتيجة لحملة الفيروس ونقله إلى الإنسان.

7- الفئران وكلاب المزرعة والقطط التي تعمل كعائل وسيط في نقل الفيروس للإنسان.

8- الاحتكاك بالطيور الحية المصابة في الأسواق، فالأماكن التي يعيش فيها السكان قريبة من مزارع الدواجن تربة خصبة لنشوء هذا الوباء.

 

أعراض الإصابة

هي نفس أعراض الأنفلونزا الحادة.

رشح، صداع، هبوط عام، رعشة، سعال.

وتستمر لمدة أسبوعين، مع سوء هضم وانتفاخ أو فقد شهية وإمساك وبول داكن وارتفاع في درجة الحرارة والشعور بالتعب والسعال وآلام في العضلات، ثم تتطور هذه الأعراض إلى تورمات في جفون العينين والتهابات رئوية قد تنتهي بأزمة في التنفس ثم الوفاة.

 

وسائل الوقاية من أجل الحد من انتشار المرض

1- التخلص من الطيور المريضة والمخالطة وإعدامها، ومراعاة لبس الأقنعة والقفازات أثناء القرب منها.

2- حظر استيراد الدجاج والطيور والبيض من الدول التي يوجد بها حالات عدوى.

3- لقاحات تعطى للطائر وذلك للتحكم في المرض.

4- نقلل من نشاط الفيروس أو ضراوته عن طريق تعريضه لدرجة حرارة 56م أو تعرضه لحرارة الشمس أو تعرضه لدرجة pH (الحامضية أو القلوية القصوى) أو من خلال تعريضه لمعظم المطهرات مثل (الفورمالين، وهيدروكلوريد الصوديوم، ومركبات اليود والنشادر.

5- في حالة العدوى بالفيروس في البحيرات أو البرك فيمكن أن نقلله عن طريق تشبيع البحيرات بالهواء، وذلك لجعل الفيروس يطفو على سطح الماء حيث يمكن أن يموت بأشعة الشمس أو عن طريق نزح أو تصريف مياه البحيرات وجعل التربة أو الطمى الملوث بالفيروس تجف (خلال شهر تقريباً) أو عن طريق نزح الماء وتنظيف وتطهير البرك الصناعية.

ويجرى الآن تجميع عينات من السلالات المختلفة لأنفلونزا الطيور من الدول المختلفة التي ظهر فيها المرض لعمل لقاح يقي من الإصابة به، ولكن تناول التطعيم الحالي هو بمثابة نوع من أنواع تقليل فرصة الإصابة بالأنفلونزا حتى لا تحدث العدوى بالسلالتين في نفس الوقت مما يساعد على إحداث الطفرة التي نخشاها.

 

- أما بالنسبة لإمكانية الانتقال المباشر بين البشر بعدوى المرض فلم يثبت فعلياً حتى الآن، ولكن هناك الكثير من المخاوف من إمكانية حدوث ذلك في المستقبل القريب، وذلك عند طريق حدوث طفرة في سلالة فيروس أنفلونزا الطيور من خلال اختلاطه داخل جسم نفس الشخص بسلالة الأنفلونزا البشرية أو إذا حدثت العدوى بالسلالتين داخل الخنازير التي يمكن أن تصاب بالعدوى من كليهما، ويمكن أن تحدث الطفرة التي تمكن أنفلونزا الطيور من إحداث وباء عالمي يحصد الملايين على مستوى العالم إذا لم يتم عمل تطعيم مناسب ضد هذه السلالة في الوقت المناسب، وقد دعم هذا الاعتقاد ظهور بعض حالات العدوى بأنفلونزا الطيور بين الخنازير في هانوي بفيتنام.