قاصف من البحر تسونامي .. بين قراءتين | العدد العشرون
قاصف من البحر تسونامي .. بين قراءتين
صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك



قاصف من البحر تسونامي .. بين قراءتين

 

إسماعيل القرشي الشريف

 تابع العالم بأسره ما قدره الله ـ تعالى ـ من زلازل وفيضانات في شرق وجنوب آسيا شملت بلادا ومساحات واسعة في وقت قصير حيث بلغت سرعة أمواج البحر الهائج (800) كيلومتر في الساعة، مما يعني أنها كانت تسير بسرعة الطائرة، أما من حيث الارتفاع فقد بلغ ارتفاع الموج ثلاثين مترا، وهي قوة وسرعة كافية لتدمير كل شيء مرت عليه لو شاء الله ذلك، وقد بلغ عدد قتلاه حتى الآن (165) ألف قتيل!!

لكن الناس تختلف في قراءتها لهذا الحدث العظيم فالعلماء الغربيون، ووسائل الإعلام المرددة لما يقوله الغرب، يقرأون ذلك على أنه غضب الطبيعة، وتحدي الماء!!.. ونحو ذلك مما يشي بالإلحاد وإنكار الغيب والخالق المؤثر المدير لما كان وما يكون (...وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِى الأَرْضِ وَلا فِى السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إلاَّ فِى كِتَابٍ مُّبِينٍ) (يونس: 61).

وهو أمر قد لا يستغربه من عرف تلك الحضارة وما قامت عليه من أسس علمانية تفصل بين الدين والحياة.

 بينما هنالك قراءة أخرى، وهي قراءة المؤمنين الذين يلاحظون السبب والمسبب في وقت واحد ويربطون بينهما، وهم الذين يعلمون أن الله تعالى أجرى في كونه سننا مادية فجعل مناطق من الأرض مسرحا للزلازل والأمواج العاتية أكثر من غيرها وهيأ في الأرض أسبابا لذلك كضعف القشرة... إلخ، لحكم يريدها تعالى، لكنهم يعلمون أن ذلك وحده غير كاف ما لم يأذن الله، وهم ينطلقون في هذا من عقيدة راسخة لا تقبل الشك، فالله تعالى خلق الكون وسخره بسمائه وأرضه وما بينهما لهذا الإنسان المكرَّم وجعل له الأرض قرارا وسكني حتى غدت طائعة ذلولا، لكن هذا الإنسان عندما يلهو ويغفل عن تلك النعمة العظيمة وتلك القدرة الإلهية الممسكة بزمام ذلك الذلول فإنه يوشك أن يجمع الأرض وعندها ترتج وتمور وتقذف بالحمم وتفور، أو تتحول الريح الساكنة ذات النسيم العليل إلى إعصار هائج مدمر لا تقف قوة الإنسان ـ مهما كانت ـ في وجهه، أو تصده عن التدمير، وفي ذلك كله من التحذير والتخويف والتهديد ما يرج الأعصاب ويجلجل المفاصل لمن فطن أو تذكر(1)، يقول قتادة ـ رحمه الله ـ في تفسير قوله تعالى:

(وما نرسل بالآيات إلا تخويفا): إن الله يخوف الناس بما شاء من آياته لعلهم يعتبون، أو يذكرون، أو يرجعون، [وقال]: ذكر لنا أن الكوفة رجفت على عهد ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ فقال: يا أيها الناس، إن ربكم يستعتبكم فاعتبوه(2).

إن الله تعالى بقدرته العظيمة يحول هذه الأرض من صفة المهاد إلى عذاب مدمر بسبب فساد الإنسان وإفساده: فساد القلوب والعقائد والأفكار والأعمال لتعم تلك الذنوب البر والفاجر، بل حتى العجماوات، ثم يبعث المؤمن على نيته يوم القيامة بسبب رضاه وسكوته على المنكرات ومعايشته وإلفه لها!! (ولا يظلم ربك أحدا)، أما المفسدون في أرض الله فـ (ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) عن المعاصي والإفساد، فيعزم المؤمن والتائب الناجي على الإصلاح في الأرض ومفارقة الفساد والبعد عنه، ويعمل الصالحات ويعود إلى منهج الله القويم(3)، ويكون في ذلك ذكرى للغافلين في كل مكان، قال أبوالعالية ـ رحمه الله: من عصى الله في الأرض فقد أفسد في الأرض، لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة(4).

 

تلك حقائق ثابتة مسلمة في كتاب الله تعالى ذلت عليها محكمات القرآن الكريم في أكثر من آية من ذلك قوله تعالى:

1 ـ (أَأَمِنتُم مَّن فِى السَّمَاءِ أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإذَا هِيَ تَمُورُ * أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاءِ أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) (الملك: 16، 17).

2 ـ (أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَن يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ العَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِى تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ فَإنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ) (النحل: 45 ـ 47).

3 ـ (مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَارًا) (نوح: 25).

4 ـ (...حَتَّى إذَآ أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَآ أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَآ أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (يونس: 24).

5 ـ (فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِى اليَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بَآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) (الأعراف: 136).

6 ـ (فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلاً لِّلآخِرِينَ) (الزخرف: 55، 56).

7 ـ (وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِى الفُلْكِ المَشْحُونِ * وَخَلَقْنَا لَهُم مِّن مِّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ * وَإن نَّشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ وَلا هُمْ يُنقَذُونَ * إلاَّ رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعًا إلَى حِينٍ * وَإذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (يس: 41 ـ 45).

8 ـ (وَإذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِى البَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إلاَّ إيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إلَى البَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإنسَانُ كَفُورًا * أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ البَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً * أَمْ أَمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَى فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مِّنَ الرِّيحِ فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا * وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى ءَادَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) (الإسراء: 67 ـ 70).

9 ـ (وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إلاَّ تَخْوِيفًا) (الإسراء: 59).

10 ـ (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلا أَجَلٌ مُّسَمًّى لَّجَاءَهُمُ العَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُم بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ * يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ * يَوْمَ يَغْشَاهُمُ العَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإيَّايَ فَاعْبُدُونِ) (العنكبوت: 53 ـ 55).

11 ـ (أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ *  أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) (الأعراف: 89، 99).

12 ـ (... وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ المِيعَادَ) (الرعد: 31).

 فهذه الآيات الصريحة في دلالتها على أن هذه الزلازل والأمواج إنما يرسلها الله تعالى بإرادة وعلم وحكمة انتقاما من العصاة المفسدين في الأرض، كما يرسلها للتخويف والاعتبار(5)، وفي السنة المطهرة الكثير، من ذلك:

1 ـ ما رواه مسلم في صحيحه من حديث حذيفة بن أسيد الغفاري ـ رضي الله عنه ـ قال: (اطلع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ علينا ونحن نتذاكر. فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعة. قال: إنها لن تقوم حتى ترون قبلها عشر آيات. فذكر الدخان، والدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى ابن مريم ـ صلى الله عليه وسلم، ويأجوج ومأجوج، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب. وآخر ذلك نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم)(6).

2 ـ وفي السنن من حديث أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ أنه سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه)(7).

3 ـ وفي سنن أبي داود: (ما من رجل يكون في قوم يعمل فيهم بالمعاصي يقدرون على أن يغيروا عليه فلا يغيروا إلا أصابهم الله بعذاب من قبل أن يموتوا)(8).

4 ـ قوله ـ صلى الله عليه وسلم: (إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده، فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى ينكشف ما بكم)(9).

5 ـ عن عائشة، زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم، أنها قالت: ما رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مستجمعا ضاحكا. حتى أرى منه لهواته. إنما كان يبتسم. قالت: وكان إذا رأى غيما أو ريحا، عرف ذلك في وجهه. فقالت: يا رسول الله! أرى الناس، إذا رأوا الغيم، فرحوا. رجاء أن يكون فيه المطر. وأراك إذا رأيته، عرفت في وجهك الكراهية؟ قالت فقال: (ياعائشة! ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب. قد عذب قوم بالريح. وقد رأى قوم العذاب فقالوا: هذا عارض ممطرنا)(10). وكان المسلمون إلى وقت قريب يجأرون إلى الله بالدعاء والتوبة والإنابة عندما يرون كسوفا أو خسوفا أو تغيرا، غير أن من الملاحظ أنه بعد كثرة وسائل الإعلام وخاصة القنوات الفضائية وما تقوم به من تضليل في هذا الجانب مما تسميه التنوير من خلال شرح هذه الآيات على أنها ظواهر طبيعية بل إن بعضها يقول بالحرف الواحد (غضب الطبيعة، والمياه تتحدى... إلخ)(11) كل ذلك أضعف إيمان المؤمنين بهذه الحقائق، مع أنه لا مانع من تفسيرها تفسيرا علميا يوضح حقيقة الأمر دون إنكار القدرة وتهوينها في نفوس المسلمين، بل الواجب أن يتم ذلك مع التخويف وأن هذه الأرض وهذا الماء والهواء وجميع ما في الكون من عناصر خلقها الله لسعادة البشر وقد يحولها فجأة إلى ألد أعدائه، وأن سبب ذلك هو عصيان الإنسان وتمرده على خالق الكون سبحانه، وأن هذا الكون جميعه عابد لله بالقهر (وإن من شيء إلا يسبح بحمده) (ثُمَّ اسْتَوَى إلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) (فصلت: 11)، فإذا عبد المرء ربه انسجم مع الكون حوله، أما إذا عصى خالقه فإنه يصبح نشازا خارجا على حدود الشرع وانسجام الطبيعة، ولا يخفى أن هذا الحدث وقع في وقت يستعد فيه كثير من الناس لاستقبال رأس السنة الميلادية وما يسمونه (عيد الكريسماس)، ومعلوم أنه يقع فيه الكثير من الإفساد في الأرض وهذا ما يفسر لنا ذلك الكم الهائل من سياح الغرب في تلك المناطق الممتدة على طول السواحل، فهل يعي ذلك سياح الغرب والشرق أم سيصبحون كمن قال الله فيهم: (فما استكانوا لربهم وما يتضرعون)؟.

   الهوامش:

(1)            انظر: الظلال 6/3640.

(2)            جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 14/638.

(3)            الظلال 5/2773.

(4)            تفسير ابن كثير 3/435.

(5)            انظر الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 10/281.

(6)    انظر صحيح مسلم 4/2226 في شرح النووي على صحيح مسلم في كتاب: الفتن وأشراط الساعة ـ باب في الآيات التي تكون قبل الساعة.

(7)    سنن أبي داود في 2 / ـ باب الأمر والنهي، رقم 4338. قال النووي في رياض الصالحين: رواه أبو داود والترمذي والنسائي بأسانيد صحيحة ـ باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رقم 23.

(8)            سنن أبي داود 4/511.

(9)            متفق عليه.

(10)      رواه مسلم من حديث عائشة في باب التعوذ عند رؤية الريح والغيم، والفرح بالمطر رقم 899.

(11)  لا يخفى أن الفكر الغربي مبني على أن الكون معاد للإنسان، وأن الإنسان يسعى ويكابد للسيطرة عليه، وعباراتهم دالة على ذلك، ومنها قولهم: غزو الفضاء! بينما هو في فكرنا الإسلامي مسخر للإنسان، قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِى الأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِى البَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إلاَّ بِإذْنِهِ إنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ) (الحج: 65).