حوار مع د. أحمد القاضي | العدد السادس
حوار مع د. أحمد القاضي
صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك



الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة - مكة المكرمة

حوار مع د. أحمد القاضي

الدكتور أحمد القاضي الرجل الخلوق المتواضع العَالِـم الذي رفع لواء الطب الإسلامي في الغرب وأقام عليه الدليل من خلال أبحاثه المعملية والتطبيقية الكثيرة والتي لاقت استحسانا ورواجا في الأوساط العلمية وهو أول من أوجد العلاقة بين الاستشفاء بالحبة السوداء وذلك بتأثيرها على جهاز المناعة وهو أول من توصل باستخدام الأجهزة الحديثة إلى الأثر المهدئ لسماع القرآن الكريم على الجهاز العصبي, الرجل الذي ذاع صيته في أنحاء العالم الإسلامي لصدقه وعلمه - نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدًا - كان مشاركا معنا في المؤتمر السادس للإعجاز العلمي ببيروت وسعدنا بصحبته وكان معه هذا اللقاء.


د. أحمد.. هل يمكن أن تقدم لقراء مجلة الإعجاز العلمي بطاقتك العلمية والشخصية؟

- الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أنا من مواليد مصر, مدينة دسوق - كفر الشيخ عام 1940م, أنهيت الدراسة الثانوية في الإسكندرية وتوجهت إلى النمسا لدراسة الطب عام 1961م وبعد تخرجي ذهبت إلى أمريكا لإنهاء التخصص في جراحة الصدر والقلب والشرايين وأنهيت البورد الأمريكي في الجراحة العامة والبورد الأمريكي في جراحة القلب والصدر, وحاليا متقاعد عن العمل الجراحي ومتفرغ للبحوث والتعليم ورئيس معهد الطب الإسلامي للتعليم والبحوث بفلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية, ومتزوج من واحدة فقط مصرية ولي أربع بنات وثمانية أحفاد... والحمد لله رب العالمين.


د. أحمد كيف كانت بدايتكم مع قضية الإعجاز العلمي ومتى كان ذلك بالضبط؟

- في سنة 1980م في مؤتمر الطب الإسلامي الأول الذي عقد في الكويت قدمت بحثا عن تعريف الطب الإسلامي.

وفي مجال البحوث بدأت بالحبة السوداء وهي تسمى حبة البركة, وكانت فيها البركة الكبيرة على بحوثنا, وكان الأمين السابق لهيئة الإعجاز العلمي الشيخ/ عبد المجيد الزنداني مهتما جدا بهذا الموضوع, وأنا كنت أحبه وأتعلم منه كثيـرًا فمع بداية أبحاث الحبة السوداء تبلورت مسألة الطب الإسلامي, وهو في نظري أي شيء من العلوم الطبية أو الفنون الطبية, التي تهتدي بالهدي الرباني ولا تتعارض معه وكان من وجهة نظري سنة 1980م عندما قدمت التعريف بالطب الإسلامي أننا لو استكملنا عدة مواصفات من التي نستعملها مثل الدقة والشمولية والترشيد واستيفاء الناحية العلمية السليمة والعالمية - لو استكملنا هذه المواصفات لا شك أن الصفة التالية ستأتي بشكل تلقائي وهي التميز أو التفوق. وبعد اثنتا عشرة سنة من الممارسة ومحاولتنا استكمال هذه الصفات فيما نمارسه ظهرت فعلا لنا أشياء غريبة جدا تؤكد ما كنا نفترضه في السابق نظريا أن الإسلام إذا أضيف إلى أي شيء في مهنة الطب أو غيرها لتفوق جدا ووصل إلى مكان الريادة بسهولة. بدأ هذا يظهر لنا الآن في الممارسات الطبية وخاصة في الأمراض المزمنة أو المستعصية, أنا في الماضي كان تخصصي في جراحة القلب والشرايين, الآن أجد أن بعض الأمراض التي كنت أعجز عن علاجها بالجراحة (أي بالطب الحديث

) أجد نتائجها أفضل بكثير عندما تعالج عن طريق الطب الإسلامي كما نفهمه. ففعلا بعض أمراض الشرايين التي ليس لها علاج جراحي تعالج الآن بالطريقة الطبيعية أو الطريقة الإسلامية ونتائجها أفضل بكثير مما كنت أعالج به في السابق, وفي مجال السرطان وجدنا نتائج أعجب من ذلك بالنسبة للأمراض السرطانية في مراحلها المتأخرة عادة ما يعيش المريض فيها سنة أو أقل, ولكن عدد غير قليل من هؤلاء المرضى يعيش الآن حوالي 13 سنة بعد أن شُخِّص المرض عنده وكيَّف حياته وفق التعاليم الإسلامية, يعني النتائج أفضل 1200% من الطب الحديث, هذا من الإعجاز العلمي الذي نستعمله في علاج أمراض مستعصية كمرض السرطان, من كان يتخيل أن النتائج أفضل من الطب الحديث من 400 إلى 1200%, وأفضل من أي شيء نشر في أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية! وأغرب من ذلك أن أغلب هؤلاء المرضى كانوا غير مسلمين! هذا في نظري عجيب أكثر, ولكن كل شيء لا يعظم على الله - تبارك وتعالى - بدأت الآن هذه المظاهرة تظهر الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في الأمور التي كنا لا نحلم بالتحسن فيها والتي وقف الطب الكيماوي عاجزًا تماما أمامها. أو نتائجه ضئيلة جدًّا فيها, أما بالنسبة لنتائج الطب الإسلامي فهي مبهرة حقا, وبالمناسبة نحن لا نخفي هويتنا الإسلامية في أمريكا, بالعكس فالمعهد معروف أنه إسلامي, والذين يأتون إلينا ليس لحبهم في الإسلام ولكن لحاجتهم إلى الحياة, لأنهم عجزوا عن العلاج عند عمالقة الطب الحديث فأتوا إلينا من عندهم بعدما يئسوا من علاجاتهم, وقد وجدوا حلاوة الإسلام وحلاوة تعاليم الإسلام وحلاوة علوم الإسلام.


الإعجاز: إذن د. أحمد نعتبر أن هذا الموضوع الذي تتحدث عنه هو الجديد الذي أنت مشغول به الآن, أيدخل هذا تحت مسمى الطب المكمل أو الطب البديل؟

- د. أحمد: أنا أفضل كلمة الطب الإسلامي فأنا لا أستحيي من كلمة إسلامي ولا بأس أن نروج في الدول غير الإسلامية كلمة إسلام ونفخر بذلك ونعتز به.

* الإعجاز: نعم, هو مما لا شك فيه أن مصطلح الطب البديل أو الطب المكمل, هو المصطلح الشائع الآن في الأوساط العلمية ويعني به كل البدائل الأخرى غير الطريقة الغربية في العلاج ولا شك أننا نحن المسلمين نمتلك منهجا متكاملا في الطب يوازي بل ويتفوق على ما يطلق عليه الطب البديل أو الطب المكمل, فعموما جزاكم الله خيرا لحملك هذه الراية ونحن نعتبرك في الحقيقة من مؤسسي هذا الطب ورافعي رايته - إن شاء الله - ونسأل الله تعالى أن ينفع بك ويجعلك من السباقين ويجعل ذلك في ميزان حسناتك يوم القيامة.

الإعجاز: د. أحمد.. قلت أن أهم القضايا التي بحثتها في مجال الإعجاز العلمي في مجال الطب , قضية الحبة السوداء فهل هناك أبحاثا أخرى غير البحث الذي قدمتموه سنة 1986م تقريبا في المؤتمر الأول للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية؟

- د. أحمد: الأبحاث في موضوع الحبة السوداء أبحاث تفصيلية مكملة بالنسبة للجرعات أو الاستعمالات المحددة, ولكن الأساس مكتمل وهو حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - وكل إضافاتنا هي تفصيلية لفهم الحديث ليس أكثر وهذه العلاجات تستعمل مع كل المرضى أيًّا كان المرض حتى في الأمراض الجراحية حيث ثبت أن الحبة السوداء فيها شفاء لها وذلك بسرعة التئام الجروح أو عدم حدوث مضاعفات ما بعد الجراحة, فالحبة السوداء لها تأثير علاجي في الأمراض الباطنية والجراحية.

الإعجاز: د. أحمد حدثتنا في آخر محاضرة لك عن التسمم بالمعادن الثقيلة وكيفية التخلص منها وذكرت أن هذا الموضوع من أساسيات البرامج العلاجية التي يقدمها مركزكم العلاجي في أمريكا, فهل للدكتور أحمد أن يعطينا ملخصا سريعا عن هذا الموضوع الذي يهم كثيـرًا من المسلمين وخصوصا أن الأمراض المستعصية كما ذكرتم انتشرت انتشارا كبيـرًا في البلاد الإسلامية وذلك لانعدام التغذية السليمة واضطراب السلوك السوي وأشياء كثيرة في البيئة هل يمكن أن تعطينا نبذة مختصرة عن موضوع التسمم بالمعادن الثقيلة؟


- د. أحمد: إننا نعيش حقا في أجواء ملوثة تلوث كيميائي وتلوثًا فكريًا, طبعا التلوث الفكري هو اصطلاح شخصي أحب استعماله لأنه مرتبط بالجزء النفسي في الإنسان وهو مهم في نشأة الأمراض وإصلاحه ركن أساسي في مسألة الشفاء, إن يشمل التلوث الفكري فهو كل الأفكار السيئة والسلبية التي تؤدي إلى المشاعر السلبية, واستعمال كلمة تلوث استعمال دقيق فالإنسان المعاصر معرض للتلوث في طعامه وشرابه وهوائه معرض للتلوث في أفكاره عبر أجهزة الإعلام المختلفة أو عبر تفاعله مع الناس حيث لا يخلو من الأفكار التي تؤدي إلى المشاعر السلبية, والهدي الرباني يأمرنا بالتخلص من المشاعر السلبية بعدة طرق إما النهي المباشر مثل: (لا تغضب, لا تحزن, لا تهنوا

) أو بدعاء الله سبحانه وتعالى بالاستعاذة من الشعور السلبي مثل: (اللهم إني أعود بك من الهم والحزن.. ) وما إلى ذلك. والوسيلة الثالثة بذكر الشعر السلبي مقترنًا بأمر مكروه مثل قوله تعالى: (قل موتوا بغيظكم ) فقرن الغيظ بالموت وقرن اليأس بالكفر: (إنه لا يايئس من روح الله إلا القوم الكافرون )
الإعجاز: كيف نتخلص من المشاعر السلبية؟

- بطريقة أو بأخرى مطلوب أن نتخلص من المشاعر السلبية فنتخلص منها بتعميق الإيمان بالمفاهيم الإسلامية وضرورة العمل بها, فالمسألة أساسية من الناحية الإسلامية وأساسية كذلك من ناحية العلم العلاجي فالتخلص من التلوث الكيميائي يكون برصده وقياسه ثم نصل إلى التخلص منه, وهذا متيسر كله بالوسائل الطبية غير المألوفة مثل المواد الناشبة أو المحاليل الناشبة وهي ميسرة وتستعمل في المستشفى وخارجها وفي منزل المريض نفسه, ونحن ندرب المريض وعائلته على استعمال هذه المواد الناشبة, ولا بد أن يكون المريض من وجهة نظرنا مستقلا عن أي طبيب آخر أو ممرضة وهذا هو ما نعنيه بأن المريض إذا تعلم كيف يعيش وكيف ينظف جسمه وكيف ينظف عقله يتحقق له بذلك الشفاء - بإذن الله.

نحن لا نريد أن نصل للمريض الذي يعاني من أمراض مستعصية في المراحل الأخيرة من مرضه, هناك بعض الظواهر يمكن أن تشير إلى التلوث ببعض المعادن الثقيلة بعض الناس وتحدث عندهم هذه الأمراض المستعصية مثل السرطان فهل هناك أمر وقائي بالنسبة لهم, بمعنى آخر؛ هل يوجد اختبار لأولئك المعرضين للتلوث بتلك المعادن الثقيلة يكشف ما بأجسادهم من مواد ملوثة بحيث نستطيع أن نخلصهم منها مبكرًا قبل أن يحدث المرض؟

- د. أحمد: نعم الوسائل موجودة ولكن المشكلة أكبر من ذلك لأن التلوث مشكلة أكبر من ذلك لأن التلوث مشكلة عالمية وبيئية, فليس هناك سبيل إلا أن يغير الواحد كل البيئة ويعيش في عالم آخر, لكن هذا أمر غير واقعي ولذلك فإن الواحد يصبر ويستعين بالله سبحانه وتعالى, ويأمل أنه في يوم من الأيام سيكون هناك عالم أفضل بكثير من هذا العالم في الجنة - إن شاء الله.

مجلة الإعجاز: ما هي أهم المعادن الثقيلة التي وجدتموها عند هؤلاء المرضى المصابون بالسرطان؟

- د. أحمد: وجدنا سبعة أنواع من المعادن: الألومنيوم والنحاس الداخلة في صناعة الأواني المنزلية, والرصاص وهو موجود في عوادم السيارات والمحروقات بصفة عامة والزئبق موجود في سبيكة حشو الإنسان والنيكل موجود في مواد تحلية المياه, والزرنيخ مادة تدخل في كيماويات المصانع. وأنا غير كيماوي ولكن عندي دراية بالمواد التي تسبب التلوث وهناك بعض الأغذية التي تساعد على التخلص من هذه المواد مثل التمر وأشياء أخرى وهناك بحوث كثيرة في هذا المجال.

يتردد على ألسنة بعض الناس سؤال: هل الإعجاز العلمي مبالغ فيه؟

في رأيي أن الاهتمام به أقل من اللازم لأن كمية الموجود في القرآن أو في السنة الشريفة من العلم المعجز هي أكبر بكثير مما أشير إليه وبالتالي فنحن لو تبحرنا في هذا المجال لتوصلنا إلى الكمية القصوى الموجودة منه فدائما نحن مقلّون.

هل كتب لك ستقدمها أو على نية أن تكتبها تخص الإعجاز؟

أنا كل إنتاجي في وريقات صغيرة في البحوث التي نشرت لكن آمل أن أتعلم أولًا ثم اكتب ما ييسره الله لي سبحانه وتعالى بالكتابة فقبل أن يكتب الإنسان لا بد له أن يتعلم أولا وأنا ما زلت في مرحلة التعلم وهذا ليس تواضعا.

عهدنا فيكم التواضع دائما وهذه سمة العلماء فجزاكم الله خيرا وبارك فيكم.

يقال إن مداخلتك في كلام الأخصائية الغذائية «مريم نور» أثار كثيرا من التساؤل فما هي علاقتك بهذه الأخصائية حيث تحدثت عن أشياء تخص التغذية وطرق المعيشة, قلبت مفاهيم كثيرة وأثارت بلبلة عند جمهور عريض من الناس.

أحب أن أكرر وأشهد الله سبحانه وتعالى أنني ليس لي علاقة بهذه السيدة, وهي سيدة طيبة ولها مجهود طيب في مجال التربية لكنني لا أعرفها, أنا قرأت لها أحد كتبها قبل سنوات وهي تعرف أشياء كثيرة عن الطب البديل وطبعا هي غريبة في مفهومها مثل المسلمين بكونهم غرباء فليس مستغربا أن تلاقي الاعتراض وهي أيضًا. ولا أظن أنها اكتملت في العلم ولا اكتملت في الإيمان فتحتاج إلى كثير من التعلم.

ما رأيكم بصراحة في كل ما قالته السيدة نور, هل كل ما ذكرته فعلا يتوائم مع الطب الإسلامي عندك أم تخالفها في بعض القضايا؟

أولا لم أسمع منها كل شيء لكن ما سمعته عنها يظهر أنه طيب ويمشي مع الخط العريض الذي أؤمن به, لكن كما قلت الأمر عندها يحتاج إلى تحسين للمفهوم الروحي الكافي ووصفاتها ينقصها المفهوم الروحي والنفسي المتكامل وهذا يكون من هدى الله فندعو لها بالهداية.

ما هو رأيكم في مجلة الإعجاز العلمي في ثوبها الجديد وما هي أهم الملاحظات التي تنصحنا بها في هذه المجلة الفتية؟

فيها حسن مهيب أو قشيب وقد أعجبت كثيرا بحسن إخراجها وطباعتها فنسأل الله لها الدوام وللقائمين عليها بالنجاح والتوفيق