الإعجاز في عيونهم | العدد الثاني
الإعجاز في عيونهم
صيغة PDF طباعة أرسل لصديقك



البرفسور/تاجاتات تاجاسون

عميد كلية الطب – جامعة شاينج ماي-تايلن

في كل يوم يمضي، تزداد أهمية أبحاث الإعجاز العلمي في الدعوة إلى الله وضوحا وجلاء، وتنكشف عن مواقف تستوقف العقل والفكر، حتى ليتأكد للمدقق في هذا الموضوع أنه من اعظم ما ادخره الله سبحانه وتعالى في قرانه الكريم من مكنونات الهداية، خاصة عندما يتعلق الأمر بواحد يعد الصفوة علما ومنزلة، وتتعمق تلك الخصوصية عندما نعرف انه صاحب هذا الحوار ممن يدينون بالبوذية، الأمر الذي لم يألفه الناس كثيرا في مسيرة الهداية الإسلامية المباركة.

جملتان بينهما عام من الحوار:

الأولى : (من هو الله) و الثانية : (لا إله إلا الله)

هذا ما حدث مع البروفيسور (تاجاتات تاجاسون عميد كلية الطب بجامعة (شاينج ماي بتايلاند) الذي فتحنا معه باب الحوار ما يربو على العامين انتهى الأمر بعده إلى إعلانه الصريح (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وإليكم خلاصة هذه القصة الممتعة والمثيرة.

بدأت صلتنا بالبرفيسور (تاجاتات تاجاسون) عندما عرضنا عليه بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتصلة بمجال تخصصه في علم التشريح وبعد أن أجاب على تساؤلاتنا قال:

نحن كذلك يوجد في كتبنا البوذية المقدسة أوصافاً لأطوار الجنين. نحن في شوق لأن نقف على ما جاء في تلك الكتب. في لقائنا القادم  في العام التالي عندما جاء ممتحناً خارجياً لطلاب كلية الطب بجامعة (الملك عبد العزيز) سألناه عما وعدنا به.

وفي أمانة علمية جديرة بالاحترام أجاب:  أقدم لكم اعتذاري عن معلوماتي السماعية لقد أجبتكم دون أن أتثبت من هذه المعلومات ولكنى بالرجوع إلى تلك الكتب لم أجد شيئاً حول ذلك الموضوع.  عندئذٍ قدمنا له محاضرة كان قد أعدها البرفيسور (كيث مور) أستاذ علم التشريح بجامعة (تورنتو) بكندا وعنوانها مطابقة علم الأجنة لما في القرآن والسنة وسألناه هل تعرف البرفيسور (مور)؟  بالطبع إنه من كبار العلماء المشهورين في هذا التخصص وهو مرجع عالمي وإني لمندهش مما سجله هنا في هذه المحاضرة.

ثم سألناه عدداً من الأسئلة في مجال تخصصه كان من بينها ذلك السؤال المتعلق بالجلد: هل هناك مرحلة ينعدم عندها الإحساس بألم الحرق؟؟   نعم إذا كان الحرق عميقاً ودمر عضو الإحساس بالألم حسناً ما رأيك إذن؟ إن القرآن الكريم الذي نزل على محمد (صلى الله علية وسلم) قبل من ألف وأربعمائة عام. قد أشار إلى تلك الحقيقة العلمية عندما ذكر الطريقة التى سيعاقب الله بها الكافرين يوم القيامة حيث يقول: (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب ) فالقرآن هنا يقرر أنه عندما ينضج الجلد يخلق الله للكفار جلداً جديداً كي يتجدد إحساسهم بالألم وذلك تأكيد من جانب القرآن على أن الأطراف العصبية التى تجعل الإنسان يشعر بالألم موجودة في الجلد.  هذا أمرُ يدعو للدهشةِ والغرابة حقيقة فتلك معرفة مبكرة جداً عن مراكز الإحساس والأعصاب في الجلد ولا أدرى كيف ذكر قرآنكم هذا !!  ترى أيمكن أن تكون هذه المعلومات قد استقاها محمد نبى الإسلام من مصدر بشرى ؟  بالطبع لا ففي ذلك الوقت لم تكن هناك معارف بشرية حول هذا الموضوع.

من أين إذن وكيف عرف ذلك.  المؤكد عندي هو استحالة المصدر البشرى ولكنى أسألكم أنتم من أين تلقى محمد (صلى الله علية وسلم) هذه المعلومات الدقيقة.  من عند الله.  الله !! ومن هو الله ؟ وبعد أن شرحنا له المفهوم الإسلامي للفظ الجلالة الأعظم راقته تلك الرؤية وعاد إلى بلاده ليحاضر عن هذه الظاهرة القرآنية التي عايشها وتأثر بها حتى جاء موعد المؤتمر الطبي السعودى الثامن واستمع في الصالة الكبرى التي خصصت للإعجاز على مدى أربعة أيام لكثير من العلماء ولا سيما غير المسلمين يحاضرون عن ظاهرة الإعجاز العلمي وفي ختام جلسات المؤتمر وقف البروفيسور (تاجاتات تاجاسون) يعلن.

بعد هذه الرحلة الممتعة والمثيرة فإني أومن أن كل ما ذكر في القرآن الكريم يمكن التدليل على صحته بالوسائل العلمية وحيث أن محمداً نبي الإسلام كان أمياً إذن لابد أنه قد تلقى معلومات عن طريق وحي من خالق عليم بكل شئ. وإنني أعتقد أنه حان الوقت لأن أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله (وَيَرَى الّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ الّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رّبّكَ هُوَ الْحَقّ وَيَهْدِيَ إِلَىَ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) سبأ 6.